هنا أتلقى العزاء فى أخى
ذهبت أخى فلم يتبقى لى ألا ألم فراقك
بسم الله الرحمن الرحيم
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِآل عمران185
صدق من قال
رب أخا لك لم تلده أمك
رب أخا لك لم تلده أمك
نعم كان أخى كان اخا لى فى الله .فحينما دخلت عالم التدوين الذى لم أعرفه من قبل وجدته وكأنه كان ينتظرنى ليساندنى ليأخذ بيدى ليقودنى ليرشدنى إلى ما فيه الخير لى ليرد عنى ما يمكن ان يؤلمنى .
نعم أخى لقد كنت أخا بما تحتويه هذه الكلمة من معانى .أخى إنى أعلم جيدا أنى لم أتعرف إليك إلا هنا فى ذلك العالم لم ألامس إلا كتابتك التى أخبرتنى عما يحويه قلبك ويدخره عقلك لنا فوجدك نعم الأخ ونعم الناصح والمرشد صاحب اخلاق عاليه لم أرى مثيلا لها من قبل وجدتك تقف بجوارى فى كل وقت غير عابئا إن كان وقت شدة ام فرح مازلت اتذكر كلماتك لى التى أزالت ما أهما بى يوما.
تعودت أخى أن أنتظرك عندما تبتعد وتخبرنا بأنك فى حاجة الى إجازة من العالم الذى كان يجمعنا بك تعودت أنتظارك كما تعودت عودتك ولكنك هذه المرة اخلفتنى ولأول مرة .أعلم أخى انه ليس بيدك او بيدى او بيد أحدا أن يزيدك عمرا فوق العمر الذى قد كتبه الله لك .أعلم أخى انك كنت أمانه يجب ان ترد الى صاحبها متى شاء .أعلم اخى انك قد استرحت فى ظل رحمة الله وعفوه فانى احسبك عند الله خيرا ولا ازكيك على الله فلم يكن لقلب مثل قلبك ان يتحمل ما يحدث حولنا اكثر من ذلك .أعلم بأن مثلك لا يطول مكوثه فى هذه الدنيا الفانية .
ولكن اخى كنت اتمنى أن تعلمنى قبل رحيلك بما تعانيه لا لأنى كنت أستطيع ان أزيله عنك ولكن فقط كان يكفينى أن أكون بجانبك فى تلك اللحظات .أخى ألم أكن أختك فى الله .ألم تنعتنى بذلك من قبل ألم تقف بجانبى فى أشد المواقف التى مرت بى فى هذا العالم دون توجيه اى لوم الى .نعم أخى فعلت فشعرت بأخوتك لى وبمدى صدقك وأخلاصك لها حتى أننى تعودت على وجودك بجانبى فكنت لا أحتاج الى أستجداء ذلك منك فان تغيبت وجدتك تسأل عنى وإن عد وجدتك بجانبى .تعودت أن لا اضع موضوعا ولا أجد تعليقا منك .فكيف لى الأن ان أحيا فى عالم قد فارقته انت؟ كيف لى أن أبقى هنا وأخى الذى تعودت على وجوده بجانيى قد فارقنى .أخى لا أعلم كيف سيسعنى عالم التدوين من بعدك .كيف سأحيا هنا بدون وجودك .كيف سأضع كلماتى الضعيفه ولا أرى تعليقك الذى يساندها ويتفهمها ويدفعها الى الأمام .كيف بالله عليك أخى .أعلم بانك لن ترى كلماتى تلك ولكن بالتاكيد ستشعر بها ستشعر باختك فى الله .
إلهى إنك تعلم أنى لا أعترض على قضاءك أبدا فلا راد له فقدرت وما شئت فعلت و أن كلماتى هذه ناتجه فقط من ألمى الذى تعلمه اكثر منى لفراق أخا لى فيك فأسالك يا إلهى أن تهون على وأن تلهمنى الصبر مثل أفراد أسرته فإن لم تربطنى به صلة رحم ربطتنى به الأخوة فى الله والتى لم أكن اعلم مدى عمقها إلا عندما فارقنى أخى العزيز .
نعم أن أخى الفارس الملثم (محمد) رحمه الله كان نعم الأخ بالنسبة لى .كان أخا لم أقابل مثله فى حياتى .كان من أوائل من شجعونى وأخذوا بيدى .لم يقصر أبدا فى حق اخوته لى فمازال عقلى وسيزال يتذكر كلماته لى وتوجيهاته و مازال قلبى وسيزال يرتبط بأخوته. فكيف لعقلى أن يتوقف عن التفكير فيه وكيف لقلبى الذى يأن لفارقه ان ينسى كلماته ورسائله التى كان يبثها الينا من خلال كتاباته والتى غيرت كثيرا مما بداخلى واثقلت فكرى .
لذلك اخواتى واخوانى فى الله اشعر انه من حقى ان اكون اخت الفارس الملثم هنا فى عالم التدوين فهو من اعطانى هذا الحق قبل ذهابه و ان اتلقى العزاء فيه هنا فى مدونتى فلا تبخلوا على بذلك ولا تنظروا الى كأنى أطالب بحق ليس لى وأحمد الله على أن هناك من شعر بذلك فأتى إلى وقدم لى العزاء على الرغم من عدم معرفتى به سابقا لذلك اود أن أتقدم له بشكر خاص فلن يتخيل مدى وقع عزاءه هذا على نفسى والذى جاءنى بعد معرفتى بالخبر مباشرة فلقد جعلنى أتأكد بان هناك من يشعر أنى اخت الفقيد الرحيل حقا ودفعنى لكتابة هذه الكلمات فجزاه الله خيرا عنى.
اللهم فبرحمتك التى وسعت كل شئ ارحم اخى محمد وأغفر له وثبته عند السؤال واجعل قبره روضه من رياض الجنة وعامله بكرمك ولطفك ورحمتك وعفوك وابدل سيئاته حسنات ويمن كتابه ويسر حسابه واسكنه فسيح حناتك يا من لن يضرك فى ذلك شئ ولن ينفعك والهم اهله واحبابه الصبر على فراقه فانت ولى ذلك والقادر على كل شئ .
اللهم امين