السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أتيت إليكم منذ أيام وأنا أحمل لكم الكثير والكثير من الخيرات التى وضعها الله بين يداي وأرسلنى بها إليكم فوجدت قلوب فى مشارق الارض ومغاربها مشتاقه لقدومى وفى انتظارى وأنفس تحتاج لتسكن بقربى حتى يزول عنها ما علق بها فتتمكن من أن تقترب من الله مرة اخرى بعد بعد طال كثيرا . ولقد شاهد بنفسى كم بذلت تلك النفوس من خير تحاول به تعويض ما فاتها والتكفير عن ما بدر منها فى تفريضها لجنب الله وكيف جاهدت للتخلص مما علق بها من ذنوب وخطايا حتى أصبحت طاهرة نقية ولقد سعد كثيرا بتواجدى معكم وسعد اكثر بحالكم الذى تبدل الى خير حال وقلوبكم التى انصرفت الى ذكر الله وتركت اللهو والمعاصى فتمنيت لو بقيت معكم ولكنكم تعلمون جميعا انه ليس بيدى وانه وجب على الرحيل حتى اعود الى ربى وربكم واكون شاهدا عليكم لديه .فهل من مودع ؟
قبل ان يجيبنى أحدكم ويقوم لوداعى وتنطلق منه الدموع لفراقى والكلمات التى تجعلنى اود المكوث معكم أريد أن أقول لكم شيئا .
لقد رايت منكم اسقبالا حافلا ممتلئ بالهدايا المختلفه والدموع التى اشتاقت عيونها لقدومى ولقد صدق منكم الكثير وبذل ما بوسعه .فرأيت منكم أفعال اود أن يدوم كلا منكم عليها بعد رحيلى حتى اصبحت اتوقا الرحيل لاعود الى ربى الذى لا يخفى عليه شئ فى الارض ولا فى السماء واخبره بما صنعه كلا منكم .
وبما أنه قد حان الان موعد رحيلى أتسأل كيف سيكون وداعكم لى وهل سيكون كما تمنيت . أنى لأرى أعين وأنفس وقد غالبتها الدموع لفراقى تود لو بقيت معها طوال العام ولكنها تعلم انه يجب على الرحيل لذلك تلتمس منى وعدا اقطعه على نفسى بأن أتى مره اخرى والحمد لله انه سبحانه قد شاء لى بالقدوم كل عام لذلك أطمئن الجميع أنه لا يمكن أن ينقضى عاما دون أن أتى فيه وأسعد بوجودى بينكم وأشاهدكم وأنتم تتسابقون فى فعل كل ما يرضى ربى وربكم ورب العالمين فأرجو أن تعذرونى الان فلقد حان موعد ذهابى الذى لا مفر منه وانتظر منكم الان أن أحمل أخر هداياكم التى سيقدمها كلا منكم دون الاعتماد على مساعدة احد. فهل ستبخلون على بها؟.
وليطمئن كلا منكم فإنها هدية واحده ولن تكلفكم شئ فلا تجعلونى أغادر دون أستلامها منكم وأيضا أرجو منكم أستلام هديتى لكم التى اضعها بين أيديكم كل عام عند رحيلى والتى هى جزء منى جعلها الله لكم حتى يهون عليكم الم فراقى رحمة منه بكم وهى عيد الفطر المبارك وكل ما أرجوه أن تسلكوا فيه نفس الطريق الذى تركتكم عليه وأنا أعد كل تلك الأعين التى تفيض بالدمع لفراقى بالأتيان العام القادم بإذن الله وكل ما أرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يصطفيكم مرة أخرى العام القادم برحمته وعفوه حتى القاكم.
حبيبكم شهر رمضان
حبيبكم شهر رمضان
أحبائى فى الله لقد حان موعد رحيل ضيفنا العزيز فهل سيذهب دون أستلام أخر هداياه منا أم سنقدمها له ونودعه بأنفس طاهرة نقية قد صدقت مع الله وعدها . هيا أحبائى فى الله فليسلمه كلا منا نفس الهديه وهى وعد منا لله بالتوبه الصادقة فهذه هى الهدية التى ينتظرها منا حتى يسعد بها ويشعر بأن وجوده معنا كان له الأثر الكبير داخل أنفسنا وأن قلوبنا قد حييت من جديد بفضل الله فى ظل وجود ذلك الشهر المبارك الذى أهداه الله لنا فهل سنبخل بتوبه صادقه لن تكلفنا شئ ولكنها سترضى رب العامين عنا وتجعله يقف بجانبنا ويعفو عنا ويغفر لنا ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ؟ بالتأكيد لا ...لن نبخل أبدا بها فهى الهدف الذى سعينا جميعا طوال شهر رمضان للوصول اليه وهى الهدية التى بذلنا الكثير حتى يمكننا الحصول عليها وتسليمها له قبل رحيله .
أحبائى فى الله كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى أمتنا الإسلاميه بالخير واليمن والبركات .
كل عام وأنتم الى الله أقرب وللجنة أرغب وفى نعيم لا ينضب .