مجرد حلم
منذ الصغر منذ بدءت أعرف قيمة القراءة وكيف لها أن تبنى أمم ركزت فى البحث عن كاتب يمكنه أن يربط بين الكون و خالقه ... بين الحياة و الدين ... بين عمار الأرض و عمار القلوب و لكنى لم أجد بين من قرأت لهم إلا كاتب واحد حاول جاهدا فعل ذلك فاكتفيت به فى تلك الفترة على الرغم من أنه لم يكن يمثل الصورة الكاملة التامة التى أناشدها و لقد شجعنى على هذا الإكتفاء نظافة قلمه و مبادئه و قيمه الأخلاقية التى كان يبثها من خلال كتاباته .
ثم نضج عقلى أكثر فوجدته مازال فى حاجة إلى ذلك الكاتب و مازال يلح فى البحث عنه فستأنفت بحثى مرة أخرى و تنقلت من مكان إلى أخر و أثناء ذلك و بالمصادفة وجدت نفسى داخل هذا العالم الذاخر بالأقلام و بأنوع مختلفة من الفنون الكتابية الأدبيه فانبهرت و اعتقدت أنى سأجد بغيتى هنا فاحتفظت بهدفى سرا و لم أفشى به لأحد حتى أستطيع إيجاد ما أبحث عنه دون أن يخدعنى أحد. فبحثت بين الأقلام المتواجده علنى أجده أو أجد ما يشير إليه و لكنى و على الرغم من أنى لم أجده وجدت بعض الأقلام التى يمكن لها أن تصبح ذات يوم ذاك الذى يتمناه عقلى. فذهبت إليهم و قرأت عندهم ما دعم رأى فيهم أكثر و أكد لى بأن لديهم القدرة الكافية لتحقيق حلمى. فناشدهم بكل الوسائل الممكنه حتى يشعروا بقيمة أقلامهم و بأنها يمكن أن تبنى أمم و تحيى قلوب فتحقق لى ما كنت أظنه يوم مستحيل. وقد كنت حريصة على أن لا أجعل أحدهم يسوء فهمى بأنى أحاول توجيه قلمه فتحملت من أجل ذلك الكثير . تحملت عتاب و إتهامات و أحيانا إهانات من أجل أقلامهم التى بها سأتمكن من تحقيق ما أردت فإذا بعضهم يرغم على الرحيل عن عالمنا و البعض الأخر فضل هو الرحيل فتألمت لذلك كثيرا و فكرت فى الإبتعاد و كفى عن البحث و لكن رغبتى كانت أقوى فغلبتنى فقررت أن أتحامل على نفسى أكثر و أكثر و لكنى لم أجد صدى لذلك داخل قلوبهم أو عقولهم فابتعدت فترات من الزمن. و كنت كلما غلبتنى رغبتى عدت. و بقيت هكذا سنوات مع أنتظارى علا ما أتمنى أن يحدث يوم دون تدخل منى.
وهم
و فجاءة شعرت بأن حلمى على وشك أن يبيت حقيقة ملموسة فعدت مسرعة متلهفه فإذا بى أصطدم بما قدمت أيدى بعضهم. فمنهم من رحم الله قلمة فحافظ على حياءه و منهم من لم يرحم هو قلمه. و لكنى لم أيأس فكان يكفينى ثقتى بأقلامهم فانتقدهم لا لهوان ما قدموا و لكن لأنى أريد لأقلامهم أن تحيا و تحييى ... أن تبنا و تبنى ... أن ترقى و تسموا و ترقى معها أخلاقنا و تسمو و تحملت مقابل ذلك إتهامهم لى بمحاولة إحباطهم فحرصت على التقرب منهم أكثر حتى يمكنهم فهمى و إن خالفت بذلك بعض ثوابتى أمل منى أن أصل لهدفى و لكن قوبل ذلك بإما إهمال متعمد لأنهم قد وصلوا لهدفهم الذى كنت أعلمه جيد أو تخليص حق لكبريائهم .
ثم و بعد كل ذلك صدمتنى الحقيقة فى نهاية المطاف وهى أنى كنت مخطئة فى تقديرى الأول لأقلامهم و منذ البداية و أكتشفت و بعد كل تلك السنوات التى أضعتها أنى لن أجد ما أبتغى لديهم مهما حاولت فتحطمت أشياء كثيرة متعلقة بى و بما أحلم. فعزفت عن حلمى نهائيا مع حفاظى على صلتى بالأقلام التى رحمها ربى فيكفينى أن منزلتهم عندى تساوى مقدار منزلة القلم الأول الذى تربي عقلى على ما بثه لى سنوات طوال .
حقيقة
ثم جاء عام 2015 والذى لن أنساه إن قدر الله لى الحياه بعده ليتحقق حلمى و ليرينى الله بأنى أنا التى أخطاءت منذ البداية و لم أصبر و أبصر جيدا فضللت الطريق و أضللت نفسى فى محاولات فاشلة.
رافى بركات
رافى بركات هى حلمى الذى تحقق بعد عمر طويل و على يد رجل يحترمه عقلى
هى ما كنت أبحث عنه منذ الصغر
هى الرواية التى انتظرتها كل تلك السنوات
عمرو خالد
عمرو خالد هو الصورة الكاملة و الصحيحة للكاتب الذى استطاع فى روايته
ربط الكون بخالقة
ربط حركاتنا و سكناتنا بمن و هبها لنا
ربط قيامنا و مبادئنا بديننا الذى منى به الله علينا
ربط أخلاقنا بنبينا الذى علمنا إياها صلوات الله و سلامه عليه
و محاولة تذكرينا بقيمة الإنسان و مقداره عند خالقة عز وجل
و إرسال رسالة هامة جدا للأباء
و كيف يمكن للإنسان أن يساعد نفسه و الأخرين ليشعر بنعم الله عليه و ينميها بشكره عليها ثم بالعمل
و الله الذى لا إله إلا هو سالت دموعى و أنا أطالع رافى بركات لا لأحداثها المؤلمة أحيانا و لكن لأنى لم أصدق ما تراه عينى و يقرأه عقلى فاضطررت لأغلاق الرواية أكثر من مرة حتى لا يتوقف قلبى من فرط الدهشة و السعادة و حتى يمكننى التحكم في رغبة البكاء مع كل جملة كنت أحلم بقرأتها و مع كل سطر كنت أبحث عنه .
الحمد لله
فاللهم لك الحمد و يكفينى يا الله أنك قد حققت لى حلم كبير بالنسبة لى و لعالمى الخاص. فاطمئن قلبى على جيلا جديد قبل أن أودع هذا العالم الفانى .
الأن فقط علمت أنك لست إنسان عادى لذلك كنت البشرة لى من العالم الجليل رحمه الله
و الأن أيضا لم أعد بحاجة إلى تلك الأقلام و لا إلى مناشدتهم و التى مهما كتبت و علت و مهما ذاع صيتها ستظل ينقصها السمو و الرفعه و الهدف الأساسى من وجودها و هو البناء و ليس الأبداع فقط
و الأن أيضا لم أعد بحاجة إلى تلك الأقلام و لا إلى مناشدتهم و التى مهما كتبت و علت و مهما ذاع صيتها ستظل ينقصها السمو و الرفعه و الهدف الأساسى من وجودها و هو البناء و ليس الأبداع فقط
و من الأن سأكتفى بمتابعة الأقلام التى أحترمها و أقدرها هنا و هناك و سأناشدهم بشئ واحد فقط و هو الحفاظ على أقلامهم نقية طاهرة صاحبة رسالة
أم أستاذ عمرو خالد فسيظل الداعية الذى أحترمه و الكاتب الذى كنت أنشده